التعليم في الشمال السوري حق مسلوب ومستقبل غامض رغم الجهود والمبادرات
الأثنين/أبريل/2024 | SNL
خيمٌ ممزقة، أرضٌ وحلةٍ، وقصف لا يهدأ مع غيابٍ لأبسط الإمكانيات، هي أبرز ما يعانيه الطلاب في مدارس الشمال السوري، في ظل فترات التصعيد العسكري للنظام، إلى جانب تدهور الأوضاع الاقتصادية، إذ يجد هذا الجيل الجديد نفسه أمام الكثير من العراقيل والمطبات التي تحول دون تحقيق أحلامه .
وفق تقرير صادر من مكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA)، أشار بأنَّ 57% من الأطفال لا يمكنهم الوصول إلى المدارس الابتدائية، و80% لا يوجد لديهم وصول إلى المدارس الثانوية.
نقص الموارد البشرية
نتيجة للصراع المستمر، هاجر العديد من المعلمين والموظفين التعليميين إلى مناطق آمنة أو خارج البلاد، مما أدى إلى نقص حاد في الكوادر التعليمية والموارد المالية لإدارة المدارس.
تدمير البنية التحتية
لاشك بأن الحروب والنزاعات أدت إلى تدمير العديد من المدارس والمرافق التعليمية، مما جعل الحاجة إلى إعادة بنائها وتأهيلها ضرورية لتوفير بيئة تعليمية آمنة وملائمة.
مصاعب ومعوقات
حين يتحول الصف الدراسي لخيمة، تنعدم فيها أبسط الوسائل التعليمية، فضلا عن نقص حاد في الكادر التدريسي، ناهيكَ عن غياب التمويل، وعدم توفر الكتب اللازمة، وتدني أجور المعلمين الذي لا يتجاوز راتبهم 90$، بسبب غياب نظامٍ تعليمي يكفل حقوقهم، مما اضطرهم للدخول في إضراب لم يلق أي تجاوب، والبعض الآخر استمر بالعمل التطوعي، وسط الفقر المدقع الذي جاء انعكاساً للحرب على الأهالي بهذه العبارات يمكن تلخيص مشهد التعليم في الشمال.
تسرب الأطفال من المدارس
وبالرغم من التحديات يوجد إقبال كبير على الدراسة، إلا أن وبالتوازي هناك الكثير من الطلاب المتسربين والمحرومين من حقهم في التعليم، بسبب الفقر والحاجة وعدم قدرة الأهالي على تأمين مستلزمات الطفل التعليمية، والبحث عن لقمة العيش.
اضطرت بعض الأسر للاعتماد على أولادها لتأمين احتياجاتهم، وإرسالهم لسوق العمل، حيث يوجد ملايين الأطفال يعانون التسرب المدرسي في مناطق شمال غرب سوريا.
تحديات مؤسسات التعليم في الشمال
تحت ظروف الحرب والنزوح المستمر، كانت المدارس والمؤسسات التعليمية تواجه تحديات كبيرة، بعض المدارس تعرضت للتدمير جراء القتال والقصف.
مما أدى إلى إغلاقها أو تحولها إلى ملاجئ للنازحين. النقص في الموارد والمعلمين والمواد التعليمية كانت تشكل تحديات إضافية، وكانت العمليات التعليمية متقطعة بسبب الظروف الأمنية غير المستقر
على الرغم من هذه التحديات، إلا أن هناك جهود مستمرة تبذل من قبل المنظمات الإنسانية المحلية والدولية ومنظمات المجتمع المدني لتحسين الواقع التعليمي في الشمال السوري.
مبادرات تطوعية تعليمية
تشمل هذه الجهود إعادة بناء المدارس، وتوفير التدريب المهني للمعلمين، وتأمين المواد الدراسية والوسائل التعليمية الأساسية وتهيئة مناخ مناسب للتعلم.
ولم تهدأ حملات التوعية والدعم النفسي التي تشرف عليها منظمات المجتمع المدني، في الشمال السوري، بل لعبت دورا هاما في تشجيع الأطفال وذويهم على الالتحاق بالعملية التعليمية، رغم الظروف الصعبة التي تحيط بهم إذ تم بناء وترميم ودعم أكثر من 40 مدرسة بجهود بعض إحدى الجمعيات.
توفير حق التعليم من قبل منظمات المجتمع المدني
وفي ثنائية الفعل وردة الفعل، واستكمالا لدعم سير العملية التعليمية، سعت مجموعة من المنظمات، ومنها منظمة بنفسج، لتمكين سبل التعليم، إذ قامت بتقديم 6000 حقيبةٍ قماشية، تحتوي على قرطاسية، شملت 14 موقعٍ تعليمي في كل من مدينة إدلب وإعزاز وعفرين، لتعزيز الوعي بأهمية التعليم لدى الأطفال.
وسعياً منها للحفاظ على توفير حق التعليم لطلاب الشمال السوري ضمن بيئة دراسية ملائمة، انطلقت دورات في تعليم اللغة الإنجليزية، للطلاب المبتدئين وذلك في مقر جمعية البيت السوري في مدينة إدلب، للنهوض بمستوى التعليم لمستوى أفضل وتنمية المهارات الأساسية للطلاب.
تعليم في الخيام بسبب غياب الاستقرار
لا شك أن الزلزال أثر بشكل كبير، على المدارس وألقى بظلاله على البنى التحتية التي دُمرت مما تسبب بتعليق عملية التعليم، وإفراغ المدارس من طلابها، مما يضطر الأطفال للتوجه إلى الخيام، بانتظار إعادة إعمار ما تهدم.
وتفتقر مخيمات النازحين في شمال غربي سوريا، والتي تضم أكثر من 1.8 مليون نازحٍ، إلى نقاط تعليمية أو مدارس، حيث يضطرُ الأطفالُ إلى قطع مسافاتٍ طويلةٍ بسبب العوامل الجوية من أجل التعليم.
ولأن التعليم ضرورةً مجتمعية وحق مشروع لكل طفل، لابد من تجاوز أبرز العقبات واستمرار المبادرات على نطاق أوسع، بجهود منظمات المجتمع المدني وربط شبكات عمل بالتنسيق مع الأمم المتحدة، للرفع من سوية التعليم، وحتى لا يغيب ضجيج الطلاب في الصفوف على أمل أن يتم استثمار عقولهم بالتعليم من أجل بناء المجتمع وتطويره.
نساهم في أداء الرسالة
وتحرص رابطة الشبكات السورية، على دعم وتطوير سير العملية التعليمية وبذل الجهود لتجاوز كل العقبات وإزالة التحديات التي تقف حاجزاً أمام تطويره، وتعزيز المبادرات ومشاريع التوعية، بإشراك منظمات المجتمع المدني للنهوض بمستوى التعليم لأعلى مقياس وتوفير كافة احتياجات الطلاب لخلق بيئة تعليمية ملائمة تستثمر عقول الطلاب بالشكل الصحيح.