فصل الشتاء.. ضيف ثقيل يمر على أهل إدلب كل عام

الخميس/يناير/2024 | SNL

شتاء إدلب معاناة متجددة تحتاج حلول جذرية

لا يرتبط فصل الشتاء في المناطق الشمالية الغربية من سوريا وبالتحديد في مدينة إدلب وريفها بتفاصيل الأجواء الشتوية الدافئة الجميلة المتعارف عليها في أذهان البشر حول العالم، ففصل الشتاء هنالك يُشكِّلُ معاناة مركبة ومتراكمة نتيجة الحرب والأزمات الإنسانية المستمرة منذ سنوات.

ويعتبر فصل الشتاء ضيفٌ ثقيل بالنسبة لسكان مدينة إدلب وريفها وجزئها الغربي، حيث يحمل معه الأجواء الباردة والأمطار الغزيرة، وما يترتب على ذلك من فيضانات وانتشار الوحل والطين ودخول المياه إلى خيم ومنازل النازحين والسكان في ظل انعدام البنية التحتية ومصادر الدفء والطاقة.

ورصدت العديد من وسائل الإعلام قصصاً حقيقية على أرض الواقع لأسر وعائلات سورية بالكاد كانت ترمم خيمها وتجمع ما تستطيع من مصادر الدفء والطاقة في ظل ارتفاع أسعار تلك المصادر البدائية كالحطب الذي تجاوز سعر الطن منه قيمة الـ 150 دولاراً، إذ يعتبر هذا المبلغ مرتفعاً جداً بالنسبة لحالة الفقر السائدة بين الأهالي النازحين.

وقد أشار تقرير صحفي نشرته شبكة الجزيرة الإعلامية عبر موقعها الإلكتروني نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم إلى قصة المواطن محمد الدرقلي من منطقة سرمدا شمال سوريا، الذي يقوم بترقيع خيمته بالإبرة والخيط من أجل أن تقيه وعائلته ما استطاعت من البرد والمطر.

وأبدى الدرقلي كما أظهر التقرير تخوفه من إعادة خوضه لتجربة الشتاء الماضي حين دخلت مياه الأمطار إلى خيمته واغرقتها، متمنياً ألا يحدث ذلك مجدداً.

ولم يكن ياسر الحمود بمعاناته بعيداً عن مواطنه الدرقلي، حيث أكد التقرير على معاناة الأول في منطقة البردقلي شمال إدلب، إذ يعيش الحمود وعائلته في خيمته نازحاً يتدفأ على حرق النايلون وبعض الملابس القديمة، مشيراً إلى حالة الفقر الشديد وعدم مقدرته على توفير مصادر التدفئة له ولأولاده.

المعاناة تزداد بزيادة موجات النزوح

سجلت السلطات الصحية المحلية في مدينة إدلب وريفها مقتل ما لا يقل عن 99 مدنياً وإصابة 400 آخرين في الفترة الممتدة من 5 أكتوبر / تشرين الأول إلى 18 ديسمبر / كانون الأول من العام المنصرم.

وعلى إثر ذلك زادت موجات النزوح جراء عمليات القصف من قبل النظام وحلفائه من معاناة الشعب السوري في المناطق الشمالية الغربية من البلاد، حيث عمد الكثير من الأهالي مع أطفالهم إلى اللجوء لمناطق أكثر أمناً، والتي تكون عبارة عن مساحات فارغة مكونة من مخيمات تفتقر لأدنى مقومات الحياة الأساسية.

إذ يلجأ النازحين من أهالي إدلب وريفها إلى اللجوء إلى مناطق مفتوحة غالباً ما تكون عبارة عن أراضٍ زراعية بعيدة عن القصف، حيث ينصبون خيامهم البدائية التي لا تقيهم من البرد والمطر.

وبناءً على ذلك ارتفعت أعداد النازحين المتراكمة أصلاً من السنوات الماضية بعد ذلك التصعيد جراء عمليات القصف والتدمير، مما عقد من مشكلة معاناة الأهالي فيما يتعلق بتبعات فصل الشتاء وآثاره السلبية على النازحين.

وارتفعت أعداد المخيمات في المنطقة المذكورة إلى 1,873 مخيم ومركز إيواء ومخيمات عشوائية فيما تجاوز عدد النازحين الـ 2 مليون، بينهم أكثر من 800 ألف طفل.

 

ويشير الجدول الآتي إلى الأعداد التفصيلية للنازحين داخل المناطق الشمالية الغربية في سوريا حسب آخر إحصائية لمجموعة تنسيق وإدارة المخيمات السورية ISIMM خلال شهر أكتوبر / تشرين الأول من العام 2023:

 

الفئات العدد
عدد النازحين الرجال 524,249
عدد النازحين النساء 604,903
عدد النازحين الأطفال 887,192
عدد النازحين من فئة ذوي الإحتياجات الخاصة 83,784
العدد الإجمالي للنازحين 2,016,344
العدد الإجمالي للمخيمات 1,873

 

المساعدات الإنسانية.. اتسع الخرق على الراقع

وفي ضوء تلك المعاناة تحاول العديد من المنظمات الإغاثية والجمعيات الخيرية والمبادرات المجتمعية الداخلية العمل على تقديم بعض المساعدات التي تخفف من آلام النازحين والسكان.

وتقوم تلك المساعدات غالباً على المواد العينية أو ما يُطلق عليه مجموعات الشتاء المكونة من الاسفنجات والبطانيات والأغطية البلاستيكية والسجاد والعباءات والقبعات الواقية من المطر المقاومة للماء، كبرنامج منظمة وطن الخيرية التي تتبع لشبكة وطن إحدى أجسام رابطة الشبكات السورية SNL، حيث أشرفت خلال الأيام الماضية على تنفيذ هذا النوع من المبادرات الإنسانية.

في حين شهد تمويل برنامج الأغذية العالمي في المناطق المذكورة تراجعاً بدأ منذ تموز/ يوليو الماضي ووصل إلى 50% هذا العام، حيث انخفض عدد الأشخاص الذين يتلقون المساعدة الغذائية شهرياً إلى النصف.

كما استمرت الاستجابة الشتوية في توفير المدافئ والسلال الشتوية والمساعدات النقدية وغيرها من احتياجات فصل الشتاء للأهالي والنازحين، حيث تمّ تخصيص ما يقارب من ثلث الميزانية الخاصة بصندوق التمويل الإنساني لعمليات الدعم الشتوي، والتي وصلت قيمتها إلى ما يقارب الـ 31 مليون دولار.

وتسعى العديد من المنظمات والهيئات الخيرية الدولية والمحلية إلى التخفيف قدر الإمكان من معاناة الأهالي خلال فصل الشتاء، عبر برامج حلول مؤقتة و إغاثات انسانية عاجلة.

الأسئلة الشائعة:

هل يوجد نازحين سوريين يقيمون في الخيام؟

نعم يوجد أعداداً كبيرة من النازحين السوريين (جدد، وقدامى) من المقيمين في الخيام ولا يجدون مأوى خلال هذه الأيام.

هل لا زال القصف مستمر على إدلب؟

نعم لا تزال قوات النظام وحلفائه يقصفون الأهالي الآمنين في مدينة إدلب وريفها، مما ينتج عن ذلك تدمير للبيوت وسقوط ضحايا، وظهور موجات جديدة من النازحين في ظل أوضاع معيشية صعبة.

هل هناك مشاريع لإنشاء مساكن وبيوت بديلة عن الخيام؟

يوجد بعض المشاريع الخيرية القائمة على بناء بيوت ومساكن بديلة عن الخيام للنازحين، ولكنها لازالت غير كافية ولا تُغطي حجم وأعداد النازحين الكبيرة من القدامى والجدد.

المصادر:

الجزيرة نت + Cccm Cluster

شارك الحكاية