السماح بتمديد فترة دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحررة

الجمعة/يناير/2024 | SNL

من يُعطي الإذن.. المسبب الرئيسي للمعاناة؟!

إدخال المساعدات مرهون بقرار النظام

منذ عام 2014 تبنى مجلس الأمن الدولي بخصوص ما يتعلق بدخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا آليات عمل تتمثل بإدخال تلك المساعدات عبر 4 معابر ومنافذ حدودية رئيسية، تمثلت بكلٍ من معبري باب الهوى والسلامة على الحدود التركية السورية، ومعابر أخرى بين كلٍ من العراق وسوريا وكذلك الأردن والأراضي السورية.

وكانت تلك المعابر هي بمثابة شريان الحياة الرئيسي للسوريين في مختلف المناطق، والذين يعانون أوضاعاً معيشية صعبة جراء الحرب والأعمال القتالية التي لم تتوقف حتى اللحظة، خاصة في المناطق الشمالية الغربية من البلاد.

وبعد اعتراضات كبيرة من قبل دولتي روسيا والصين (حلفاء النظام) على آلية العمل تلك، تقلصت أعداد المعابر التي يُسمح من خلالها دخول المساعدات الانسانية إلى معبر وحيد متمثلاً بمعبر باب الهوى على الحدود التركية السورية، والتي تتطلب إذناً مسبقاً من قبل حكومة النظام من أجل السماح بإدخالها، في مفارقة عجيبة، حيث أن النظام يتمثل بالجهة الأساسية المسؤولة عن تفاقم الأوضاع المعيشية للمواطنين السوريين.

6 أشهر.. فترة تبعث بالقلق وغير كافية

بناءً على ما سبق فقد سمح النظام السوري مؤخراً بتمديد فترة دخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق الشمال السوري عبر معبر باب الهوى لمدة 6 شهور إضافية، ابتداءً من 13 يناير / كانون الثاني إلى 13 يوليو / تموز من العام الجاري، مما يبعث بالشعور بالقلق فيما يخص سير أعمال المنظمات الإنسانية، والتي بدورها تخشى من إنقطاع تلك المساعدات وتوقفها، ناهيك عن المشاريع الأخرى المستدامة التي تتمثل بالقضايا المعيشية الأساسية.

وتأتي تلك التخوفات في ظل حالة من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطنين السوريين في المناطق الشمالية من ريف حلب، وكذلك مناطق إدلب وريفها جراء القصف المتواصل على منازل المدنيين والتي أدت إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وارتفاع أعداد النازحين واستحداث مخيمات لجوء جديدة، إضافة إلى التحديات التي يفرضها دخول فصل الشتاء وافتقاد تلك المناطق للبنية التحتية التي تخفف من تلك المعاناة اليومية التي يعاني منها الأهالي.

كما أن المدة التي يمنحها النظام في تجديده لفترة دخول المساعدات الإنسانية تعد فترة قصيرة لا يُعتمد عليها من قبل المؤسسات المانحة في تنفيذها للمشاريع طويلة الأمد أو تلك المرتبطة بالمشاريع المستدامة، وذلك بسبب التخوف من استخدام النظام تلك الصلاحيات كورقة سياسية يبتز بها جميع الأطراف على حساب معاناة الأهالي والسكان.

لتُشكل آلية دخول تلك المساعدات المعتمدة اليوم مشكلة وعائق كبير يحول بين معاناة المواطنين المتزايدة ومحاولات حل المشكلات المتراكمة عبر المشاريع المستدامة من خلال المؤسسات الدولية الإنسانية المانحة.

المنظمات الإنسانية تحاول سد فجوة الحاجة

تعمل المنظمات الإنسانية ومؤسسات العمل الخيري والتطوعي في مناطق شمال غرب سوريا على محاولة رأب الصدع المتهالك بالنسبة لسير عمليات الإغاثة وتوزيع المساعدات على الأهالي والسكان.

ويأتي ذلك من خلال البرامج الإنسانية المستعجلة، عبر ما يتوفر من موارد محلية وأخرى يتم إدخالها من جملة المساعدات التي توفرها المؤسسات المانحة، دون البحث عن حلول جذرية أو مشاريع مستدامة بسبب العوائق التي تم ذكرها.

من جانبها تسعى المؤسسات الإغاثية التي تعمل تحت مظلة SNL إلى تحسين ظروف الحياة للأفراد والأسرة المتأثرة، خاصةً في فصل الشتاء الذي يعرضهم لتحديات إضافية. ويتمثل إسهام هذه المؤسسات الرئيسي في تخفيف معاناة الأهالي من خلال المشاركة الفعّالة في برامج توزيع مصادر التدفئة على النازحين، وتقديم المعونات الغذائية وتلبية الاحتياجات الأساسية الأخرى للفئات الأكثر ضعفاً، وهو ما يعزز من فرص تحسين مستوى المعيشة، وتجاوز التحديات اليومية التي تواجههم.

وبفضل هذه الجهود المشتركة لمؤسسات المجتمع الأهلي والمدني، يتم تحسين جودة حياة النازحين والمجتمعات المتضررة، وفي ذات الوقت تبرز أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات الإنسانية وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.

الأسئلة الشائعة:

هل النظام هو المسؤول عن عمليات استلام وتوزيع المساعدات في مناطق شمال غرب سوريا؟

النظام السوري لا تُشرف على عمليات استلام المساعدات وتوزيعها في مناطق شمال غرب سوريا، وإنما لها صلاحيات إعطاء الإذن بدخولها قانونياً أو منع دخولها.

كيف تدخل المساعدات إلى مناطق إدلب وريف حلب الشمالي؟

تدخل تلك المساعدات من الجانب التركي إلى تلك المناطق عبر معبر باب الهوى، ومعبر باب السلامة ومعبر الراعي.

من يُرسل المساعدات الانسانية والإغاثية إلى المناطق السورية؟

تتكفل وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الإنسانية ومنظمات العمل الخيري حول العالم بإرسال المساعدات إلى سوريا.

المصادر:

العربي الجديد

 

شارك الحكاية